tbc

مال لوّل 4: عن صالات العرض

من نظرة إلى الماضي تستعرض بدايات ألعاب الفيديو وتأثيرها العالمي إلى الإبداعات المحلية التي ألهمتها، يعرض كل جزء من المعرض جانباً مختلفاً من هذه القصة الساحرة.

المشاركة مع صديق

يحمل التعبير "مال لوّل" في اللهجة القطرية معنى "من الزمن الماضي". يأتي المعرض في نسخته الرابعة في حلة مختلفة بعض الشيء، فهو يأخذ زواره في رحلة يستحضرون خلالها ذكريات ألعاب الفيديو في فترة التسعينيات. وفي هذا السياق، قام المتحف الوطني بتوجيه الدعوة للمحترفين والهواة من مقتني ألعاب الفيديو، للمشاركة في هذه النسخة وعرض قصصهم الشخصية، التي تشكل جميعها نوافذ فريدة نطل من خلالها على ثقافتنا الشعبية المحلية.

شهدت فترة التسعينيات، التي يركز عليها المعرض، تطورًا كبيراً في مجال ألعاب الفيديو، هذه الألعاب التي كانت وما زالت تحظى بشعبية واسعة بين محبيها في قطر. في هذا المعرض، يأخذنا الجامعون في رحلة مثيرة إلى الماضي القريب، من خلال مقتنياتهم المتنوعة، ونشاهد في الوقت ذاته كيف عمل مبرمجو الألعاب من القطريين والمقيمين على إنشاء ألعاب إلكترونية جديدة، مستوحاة من الألعاب وأجهزة التشغيل القديمة. كيف يمكن الإفادة من هذه الذكريات والتجارب المبكرة في تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية المحلية في المستقبل؟

جيل الطيبين

tbc

الصورة: علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2024

tbc

الصورة: علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2024

tbc

الصورة: علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2024

عندما تفكر في ألعاب الفيديو قبل مطلع الألفية الثانية، ما الذي يتبادر إلى ذهنك من هذه الألعاب؟

أتاري، أم ماريو، أم كابتن ماجد على الفاميكوم؟

مع ظهور ألعاب الصالات (الآركيد) خلال فترة السبعينيات، بدأت ألعاب الفيديو تنتشر تدريجياً في مختلف أنحاء العالم كشكل من أشكال الترفيه، ولم تكن هذه المنطقة استثناء. ففي قطر ظهرت مراكز الألعاب التي كانت تقدم ألعاب الآركيد، مثل مدينة ألعاب سناء، ومملكة علاء الدين. وكانت الأسر والعائلات ترتاد هذه المراكز بشكل دائم. كما شاع استخدام الأجهزة المنزلية في المنطقة، حيث أصبح كمبيوتر العائلة (الفاميكوم) وكمبيوتر "صخر" من الأجهزة المفضلة لدى الأسرة.

يضم هذا القسم جدولاً زمنياً بصرياً لألعاب الفيديو، حيث نجد الألعاب الكلاسيكية المحبوبة، مثل "جيم بوي" و"بلاي ستيشن"، إلى جانب ألعاب أخرى قد لا تكون مألوفة. كما نشاهد الأنظمة الرائدة في هذا المجال، مثل فيرتشايلد تشانيل إف، وهو أول مشغل لألعاب الفيديو يستخدم الخرطوشة (الكارتردج) القابلة للتبديل، وأتاري E.T ذات السمعة السيئة، التي يعتقد الكثيرون أنها كانت السبب وراء انهيار ألعاب الفيديو عام 1983، والذي يعرف باسم "صدمة أتاري".

العناصر المعروضة هنا ليست مجرد قطع ومقتنيات عادية، بل هي حواضن للقصص والذكريات.

نبذة عن جامعي المقتنيات

الدكّان

tbc

في عام 2021، وأثناء إعلانه عن منصة "بلاي ستيشن 5"، زعم جيم رايان المدير التنفيذي لشركة "سوني"، أن منطقة الشرق الأوسط لم تكن تعرف شيئاً عن عالم الألعاب قبل وصول أجهزة بلاي ستيشن إليها. وهذا بالطبع كلام مبالغ فيه وغير صحيح. ولكن قبل ظهور الجيل الأول من بلاي ستيشن، ومشغلات الفيديو المشابهة في ذلك الجيل، لم تكن المشغلات الأصلية والألعاب التي تعرض باستخدامها تتوفر بسهولة في المنطقة، مما خلق فجوة في السوق كان يجب إغلاقها، ومن هنا بدأت عمليات "التقليد".

بدأت ثقافة "التقليد" تنتشر منذ ظهور أجهزة الحاسوب المنزلية، ومنذ أن أصبحت وحدات التخزين القابلة للإزالة في الحاسوب، مثل الأقراص المرنة والأقراص المضغوطة، هي السائدة. ولم يقتصر النسخ والبيع على الألعاب فقط، بل امتد الأمر ليشمل الأجهزة كذلك. فقد وجدت أجهزة الفاميكلونز المنسوخة عن جهاز نينتندو فاميكوم طريقها إلى العديد من المنازل، في كافة أنحاء المنطقة.

ألعاب الفيديو وأجهزة التشغيل المقلدة كانت أرخص ثمناً، والحصول عليها أيسر، ولذا فهي توفر منظوراً أوسع حول مدى انتشار هذه الثقافة حول العالم. وفي نهاية المطاف، فإن شراء النسخ الأصلية والمقلدة من نفس الدكان أو الجمعية كان هو المعيار.

هناك قصص كثيرة ترتبط بتاريخ ألعاب الفيديو، و"التقليد" هو مجرد مثال واحد عليها.

"يجعل التعلم متعة"

tbc

الصورة: علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2024

شهدت فترة الثمانينات ظهور أول جهاز حاسوب منزلي عربي، وهو حاسوب "صخر"، الذي أنتجته شركة "العالمية"، وأحدث ثورة في مجال الحوسبة في العالم العربي.

يعمل حاسوب "صخر" بنظام MSX المعرّب. صاحب هذه الفكرة هو رجل الأعمال الكويتي الراحل محمد الشارخ، الذي استعان في مشروعه بمهندس الكمبيوتر المصري الراحل الدكتور نبيل علي. وقد أثمر هذا التعاون عن إنتاج كمبيوتر "صخر"، الذي جاء ليلبي احتياجات الأسرة العربية، وأصبح وسيلة للترفيه والتثقيف، كما استخدم في إصدار أول مصحف رقمي.

حققت شركة "صخر" نجاحاً كبيراً في تصنيع أجهزة الحاسوب. وقد تجاوزت في شعبيتها العالم العربي لتصل إلى أوروبا، حيث عملت على تصدير عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر، التي أقبل على شرائها المغتربون العرب في تلك القارة. وقد ظهرت بعض الإصدارات من حاسوب MSX، الذي أنتجته شركة باواراث السعودية وأطلقت عليه اسم "المثالي"، غير أن النجاح الذي حققته شركة "صخر" لم تبلغه أية مؤسسة أخرى.

يتميز جهاز "صخر" بأنه أول حاسوب يستخدم اللغة العربية، ويفتح الطريق لاستخدام هذه اللغة بكفاءة عالية في أجهزة الحاسوب اليوم. وأقل ما يوصف به هذا المشروع هو أنه مشروع عظيم.

صناعة الألعاب المحلية

tbc

الصورة: علي الانصاري، بإذن من متاحف قطر، ©2024

يعود بنا هذا القسم الأخير إلى الوقت الحاضر، حيث نسلط الضوء على الإبداعات المحلية.

الألعاب المعروضة مستوحاة من بعض ألعاب وأجهزة تشغيل الفيديو التي نشاهدها في هذا المعرض، وهي لا تشكل إلا مثالاً بسيطاً على الصناعة المحلية الناشئة.

تتقدم صناعة الألعاب الإلكترونية بشكل بطيء على المستويين الإقليمي والمحلي، وتشمل إنتاج وتطوير الأجهزة والبرمجيات. ومع استمرار نمو هذه الصناعة، فإنه يتعين علينا وبشكل قوي ضمان عنصر الاستدامة فيها. يشير وجود الاستوديوهات الصغيرة والمستقلة لألعاب الفيديو، إلى ضرورة وجود أنظمة دعم كافية لتمكين هذه الصناعة، التي تعتبر منارة للإبداع والابتكار.

المستقبل يبدو واعداً في قطر. فبين الفعاليات التي تحتفي بألعاب الفيديو ومحبيها، وبين بطولات الرياضة الإلكترونية المحلية المختلفة، نجد الكثير من عناصر المتعة والإثارة.