المجلس

يشكل المجلس عنصراً أساسياً في الثقافة القطرية، فهو المكان الذي يجتمع فيها الأفراد للتواصل الاجتماعي، والترفيه عن النفس، وتبادل الأخبار، ومناقشة الأمور الهامة.

المشاركة مع صديق

Insert text here

يرتبط كرم الضيافة والاستقبال بالمجلس منذ القدم، ويعتبر جزءًا رئيسيًّا من تاريخ قطر وركيزة أساسية من ركائز الحياة الاجتماعية فيها. فصاحب البيت يرحب بالضيف ترحيبًا حارًّا، ويدعوه للدخول إلى المجلس، ثم يقدم له القهوة العربية الزكية الرائحة، التي لا يستطيع أن يرفضها أبدًا. تقدم القهوة في المجالس المختلفة بنكهات متعددة. ولا يزال المجلس موجودًا حتى الآن في جميع البيوت الثابتة والمتنقلة في قطر، حيث أدت الحاجة الدائمة للاسترخاء والترويح عن النفس، واستقبال الضيوف، وزيارة العائلات والأصدقاء، إلى استمرار وجود هذا الجزء المهم من البيت.

يشكل المجلس اليوم كما كان في الماضي، مكانًا يلتقي فيه الأقارب والأصدقاء في المناسبات الرسمية وغير الرسمية. يضم المنزل في العادة مجلسين، يكون أحدهما في الداخل ويستخدم للنساء، بينما يكون الآخر في خيمة منفصلة أو في جزء أصغر يتصل بالمنزل، وهو مخصص للرجال.

يشكل المجلس نظامًا متكاملًا تمارس فيه العادات والتقاليد، والأعراف التي تعارف عليها الناس. وهي عناصر غير مكتوبة أو موثقة، بل تنتقل من جيل إلى جيل في المجتمع، اعتمادًا على النظرة الجماعية والتواصل اللفظي، والاعتراف المتبادل.

يعتبر الجانب الشفاهي في نقل المعلومات والعادات جزءًا لا يتجزأ من الثقافة القطرية، وهو مستمر حتى اليوم. كما تعتبر الأنماط الأدبية الشعبية أيضًا، وخاصة الشعر والأمثال، من أكثر الوسائل مصداقية في نقل العادات والتقاليد بين الأجيال. وعليه، فإن الطقوس المرتبطة بأنشطة المجلس التي استخدمها الناس منذ قرون عديدة، لا تزال تمارس حتى وقتنا هذا. ومن العادات والممارسات الأساسية في المجلس الترحيب بالضيوف، وتقديم القهوة والشاي، وإحضار الطعام، وحرق البخور.

التالي: الدلة