الملابس والأزياء
لا تعتمد نوعية الملابس وتصميمها فقط على طبيعة المناخ وتوفر مواد الصنع، بل تعتمد كذلك على القيم الاجتماعية السائدة والعناصر الجمالية والموضة والأذواق القادمة من الخارج.
وسواء كانت هذه الملابس تشترى من الأسواق أو تصنع في المنازل، فهي تشكل جزءاً من الطريقة التي نعبر بها جميعاً عن هويتنا أو نحاول حتى إدخال التغييرات عليها.
وتشكل الرموز والزخارف التي تدخلها النساء في المنسوجات الدقيقة والملابس المطرزة الجميلة جزءاً من تراث المجتمع.
وتعكس الملابس في الوقت ذاته الإحساس بالذات لدى الشخص الذي يرتديها، وتقديره للجمال، وملكيته لها، وتظهر كذلك فضل صانعها.
ومن الممكن أن يتغير اللباس في الشكل والمعنى، تماماً كما يحدث في أشكال التعبير الثقافي الأخرى.
يصنع المصممون اليوم في قطر العباءات باستخدام طبعات وأقمشة جديدة ودرجات ألوان مختلفة، اعتماداً على التقاليد القائمة في المجتمع.
وفي الوقت الذي تتأثر فيه الملابس التقليدية باتجاهات الموضة وتغيّر الذوق العام، فإنها تشكل في الوقت ذاته مصدراً للإلهام في الأزياء والفنون.
لقد فتن العالم منذ وقت طويل، وبالأخص في هوليوود، بالعباءات والقبعات والأحذية المنغولية، وتعتمد الموضة المعاصرة كذلك الآن على الزخارف والتصاميم الموجودة في الملابس المصنوعة من الصبغة النيلية ومجوهرات الفضة عند الإموهار.
الاحتفالات والتراث
تعتبر المناسبات الدينية والاجتماعية والفعاليات الرياضية من الأحداث التي ينتظرها الناس بفارغ الصبر، لقضاء الوقت مع العائلات والأصدقاء، والالتقاء بالأقارب الذين يعيشون في مناطق بعيدة، والاحتفاء بالتراث والعقيدة.
وتمثل الاحتفالات بعيد الفطر وعيد الأضحى المبارك في قطر وباقي أنحاء العالم الإسلامي، ومهرجان دي لاير الموسيقي في النيجر، مناسبات سعيدة أيضاً للرجال والنساء يرتدون خلالها أجمل الثياب والحلي.
اكتسبت الألعاب الصيفية في منغوليا بعد ثورة عام 1921 المدعومة من الاتحاد السوفييتي أبعاداً قومية، وفي الثلاثينيات تم إضافة العروض العسكرية لهذه الألعاب.
وفي الوقت الحاضر يجذب هذا المهرجان عشرات الآلاف من الناس لمشاهدة مسابقات الرماية والمصارعة، وسباقات الخيل ولعبة الجاكس.
قراءة المستقبل: التمائم والعرافة
يحاول الناس في كل مكان قراءة مستقبلهم والتعرف على أحداثه المتعلقة بهم.
ويمكن ملاحظة هذه الأعمال من خلال ممارساتهم الدينية.
في بر قطر كانت المرأة أو الفتاة ترتدي قلادة طبلة تحتوي على آيات من القرآن الكريم لحمايتها.
وقد كان الكثير من رعاة الإموهار يرتدون حقائب جلدية مسطحة تعرف الواحدة منها باسم تيروت، حيث يخاط عليها نصوص دينية لحمايتهم من المرض وسوء الطالع.
ويرتدي المنغوليون كذلك التمائم أو يحتفظون بها في البيت، من أجل توفير الحماية لهم، ويستخدمون أشكالاً مختلفة من العرافة، مثل قراءة التشققات والألوان التي تنتج عن وضع أكتاف الأغنام على النار، للحصول على إجابات تتعلق بمواشيهم والصحة الجسدية والعلاقات الاجتماعية.
الكرم والضيافة
في جميع هذه المناطق الثلاث يستقبل الضيف بشكل جيد ويحظى بالاحترام.
في الصحراء الوسطى يقدمون له أولاً وعاء من الحليب، يليه الشاي.
وكانوا يحصلون في الماضي على السكر الذي يضاف للشاي عن طريق تقطيع قوالب السكر بمطرقة صغيرة شديدة الزخرفة، وهي أداة نادرة تستخدم لهذا الغرض فقط، وهذا يوضح مدى أهمية تقديم الشاي للضيف عند أولئك الرعاة.
في قطر يستقبلون الضيف في المجلس، ويقدمون له القهوة والتمر، والطعام، ويوفرون له الحماية إذا لزم الأمر.
وفي الريف المنغولي تتم الزيارات في مناسبات كثيرة. ويقدم لعابري السبيل الشاي مع الحليب، والجبن أو الخبز المقلي.
اجتماع الناس ولقاءاتهم
يستمتع الرعاة بقضاء الوقت مع العائلات والأصدقاء، وغيرهم من الأفراد. ويتراوح ذلك بين اللقاءات العابرة التي يتبادل فيها المسافرون الأخبار، وبين اللقاءات العائلية، والاحتفالات الدينية، مثل الاحتفال بالعام المنغولي الجديد تساجان سار.
في الصحراء الكبرى يجتمع كبار السن من الرجال والنساء في المساء أمام الخيمة، للحديث وسماع جديد الأخبار، والتخطيط لشؤون الحياة وتناول الشاي، بينما يخرج الشباب ويتبادلون الحكايات ويعزفون الموسيقى.
وفي أوقات سابقة كانت تعزف إحدى الفتيات على آلة موسيقية مقوسة أحادية الوتر، تسمى إمزاد، بينما تغني الأخريات مع الموسيقى.
وفي قطر ما يزال الناس إلى اليوم يجتمعون في المجالس ويتبادلون الأخبار، ويتناقشون في شؤون العمل والسياسة، ويعزفون الموسيقى وينشدون الأشعار.
وفي المقعد تجتمع النساء، ويتم إعداد أنواع الطعام المختلفة، ويقمن بأعمال الحياكة، والرقص والغناء.